اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حسم الإسباني كارلوس ساينز، سائق فريق فيراري، سباق جائزة أستراليا الكبرى للسيارات، وهي الحلقة الثالثة من بطولة العالم في "الفورمولا -1" أمس الأحد.

واستغل ساينز خروج الهولندي ماكس فيرستابن بطل العالم من السباق بسبب مشكلة في المكابح.

وبعد أسبوعين من خضوعه لعملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية نجح ساينز وزميله في الفريق؛ البولندي شارل لوكلير في الحصول على المركزين الأول والثاني على التوالي في حلبة ألبرت بارك في ملبورن.

في المقابل، احتل البريطاني لاندو نوريس سائق مكلارين المركز الثالث في سباق جائزة أستراليا الكبرى لهذا العام.

وفي جدول الترتيب العام، حافظ فيرستابن على المركز الأول بـ51 نقطة، بينما جاء شارل لوكلير ثانيا برصيد 47 نقطة، ثم المكسيكي سيرجيو بيريز (46).

منذ التجارب الحرة، بدا ساينز مصمماً بشكل هائل على تقديم أفضل تأدية ممكنة خاصة مع قوة سيارة فيراري التي برزت في محاكاة المسافات الطويلة.

وهذا ما قام به الإسباني على أكمل وجه، فقد سيطر منذ اللفة الثانية منتزعاً الصدارة من ماكس فيرستابن صاحب قطب الانطلاق الأول ومبتعداً أمامه مباشرة.

وبدا أننا سنشهد معركة بين الرجلين، لكن اللفة الرابعة حملت مفاجأة كبيرة مع انسحاب فيرستابن بسبب مشكلة ميكانيكية، هو الأول له منذ أستراليا 2022.

شارل لوكلير نجح بتعويض مركز انطلاقه المحبط نسبياً، لينهي ثانياً مُكملاً ثنائية فيراري خلف زميله، بينما أكمل لاندو نوريس ثالث مراكز منصة التتويج لصالح مكلارين وأمام زميله النجم المحلي أوسكار بياستري.

سيرجيو بيريز اكتفى بالمركز الخامس على متن سيارة ريد بُل الوحيدة المتبقية في السباق.


مجريات السباق

كانت الانطلاقة نظيفة نسبياً حيث لم تحصل أية احتكاكات أو حوادث مع ثبات المراكز على حالها، فيرستابن أولاً أمام ساينز، نوريس، لوكلير وبياستري، بينما نجح جورج راسل بكسب مركز على حساب بيريز ليصبح سادساً.

وبدأ جميع سائقي المراكز العشرة الأولى بإطارات ميديوم، ما عدا لويس هاميلتون الذي قرر البدء بإطارات سوفت حيث بات بالمركز العاشر بعد اللفة الأولى.

ولم تكد اللفة الأولى تنتهي حتى تمكن كارلوس ساينز من وضع سيارته فيراري أمام فيرستابن وتجاوزه موسعاً الفارق إلى نصف ثانية، بينما سُمع الهولندي وهو يشتكي لناحية السيطرة على سيارته.

إلا أن المفاجأة حصلت في اللفة الرابعة، حين شوهد الدخان يخرج من سيارة ريد بُل التي يقودها فيرستابن، حيث سرعان ما أبطأ سرعته وانسحب من السباق.

وهذا ما قدّم فرصة مفاجئة وسعيدة لفيراري، بوجود سائقها ساينز في الصدارة الآن، بينما كان نوريس على متن مكلارين يفصله عن زميله في السيارة الحمراء الأخرى، شارل لوكلير.

ولم يضيّع الإسباني أي وقت، حيث بدأ بالضغط وتسجيل لفات سريعة متتالية.


وقفات الصيانة الأولى وانسحاب هاميلتون

في اللفة الثامنة، دخل لويس هاميلتون لاستبدال إطاراته سوفت إلى هارد بالمركز 14، وتلاه بعد فترة زميله.

بينما دخل لوكلير في اللفة العاشرة لينتقل إلى إطارات هارد، وبقي زميله ساينز في الصدارة وبفارق تجاوز 3 ثوانٍ ونصف على الحلبة، وتواصل توسع فارق الصدارة ليتجاوز 5 ثوانٍ في اللفة 12، حيث بدا الإسباني مرتاحاً للغاية وواصل توسيع الفارق باستمرار.

نوريس انتظر حتى اللفة 15 ليدخل منصة الصيانة بدوره، بينما واصل ساينز تسجيل اللفات الأسرع بشكل متتالٍ.

بيريز كذلك دخل منصة الصيانة في هذه الفترة وخرج أمام هاميلتون، الذي سرعان ما قال لفريقه بوجود مشكلة في محركه لينسحب في اللفة 17 ويتم تطبيق نظام سيارة الأمان الافتراضية.

ومع اكتمال وقفات الصيانة بدخول المتصدر ساينز، بات سائقا فيراري في الصدارة، لوكلير خلف زميله بفارق ثانية تقريباً، وأمام ثنائي مكلارين: بياستري ونوريس.

ألونسو بات خامساً أمام راسل، سترول، بيريز، تسونودا وألبون.

ورغم ثبات المراكز الأولى بعض الشيء، لكن المتغير الوحيد كان بيريز، الذي شقّ طريقه متجاوزاً سترول وراسل وبات قريباً من ألونسو صاحب المركز الخامس قبل أن يتجاوزه بالفعل ليصبح على بعد 12 ثانية من نوريس أمامه.


انتصاف السباق وأوامر فريق مكلارين

مع الوصول لمنتصف السباق، كان ترتيب المراكز الأولى كالتالي: ساينز في المقدمة أمام زميله لوكلير بفارق قريب من 5 ثوان ونصف، ومن ثم ثنائي مكلارين مع بياستري ونوريس ومن ثم بيريز.

لكن يبدو أن مكلارين وجدت وتيرة نوريس أسرع خاصة مع عمر إطاراته الأفضل، وإمكانية تسليط ضغط على لوكلير بالمركز الثاني، إضافة لاقتراب بيريز المستمرّ، وبالتالي طلب الفريق تبديل المراكز بينهما.

وهكذا بات نوريس ثالثاً وبياستري رابعاً أمام بيريز بفارق قارب 12 ثانية، حيث كان النجم الأسترالي المحلي يستعد لاحتمالية الدفاع بأقصى ما يمكن في مواجهة سيارة ريد بُل التي تقترب لفة تلو الأخرى.

وفي المقدمة، كان ساينز يحلّق في الصدارة رافعاً الفارق بشكل متواصل وثابت، مضيفاً المزيد من الثواني أمام زميله.


وقفات الصيانة الثانية

كان لوكلير أول من افتتح وقفات الصيانة الثانية، حيث سُمع في اللفة 34 وهو يشتكي من إطاراته التي انتهى عمرها، بالتالي دخل لتبديلها إلى هارد في اللفة التالية وخرج رابعاً أمام بيريز الذي كان في معركة متقاربة مع ألونسو (إطارات ميديوم) خلفه.

بيريز تلاه في اللفة 36 إلى منصة الصيانة ليخرج بالمركز التاسع المؤقت مع إطارات هارد كذلك.

بياستري بدوره دخل المنصة في اللفة 40، بينما كان لوكلير في هذه الأثناء يسجل لفات سريعة متتالية.

أما ساينز المتصدر فدخل بعد لفتين وخرج في الصدارة بفارق أكثر من 6 ثوانٍ أمام زميله لوكلير، وكذلك حال نوريس الذي دخل وخرج أمام زميله بياستري.

وبعد انتهاء التوقفات الثانية، بات الترتيب على الشكل التالي:

ساينز أولاً أمام زميله لوكلير ومن ثم ثنائي مكلارين: نوريس وبياستري اللذين كانا سريعين للغاية في هذه المرحلة.

بيريز خامساً أمام ألونسو، راسل، سترول، تسونودا الذي قام بعمل جيد طوال الجولة على متن آربي ومن ثم نيكو هلكنبرغ سائق هاس عاشراً.


اللفات الأخيرة من السباق

اشتعلت معركة في اللفات الأخيرة بين راسل وألونسو على المركز السادس حيث حاول البريطاني تسليط الضغط على بطل العالم المخضرم أمامه. إلا أن محاولات راسل لم تفلح وبقي ألونسو بمركزه.

لكن فجأة شوهد راسل في الحائط في حادثة عنيفة للغاية تسببت بتطبيق نظام سيارة الأمان الافتراضية وانتهت بتوقف السيارة على جانبها على المسار. إلا أنه خرج منها بسلام إلى السيارة الطبية.

ورغم محاولات نوريس المستميتة للاقتراب من لوكلير، وتسجيل لفات سريعة للغاية لكنه لم يفلح بتسليط ضغط حقيقي على أصيل موناكو. ليكتفي بالمركز الثالث على منصة التتويج.

وهكذا عبر ساينز خط النهاية أولاً أمام زميله لوكلير (الذي سجل اللفة الأسرع في السباق) في ثنائية تاريخية لـ فيراري هي الأولى منذ جولة البحرين 2022، أمام ثنائي مكلارين: نوريس وبياستري.

بيريز اكتفى بالمركز الخامس أمام ألونسو وزميله سترول.

بينما أكمل تسونودا وهلكنبرغ وزميله كيفن ماغنوسن ترتيب المراكز العشرة الأولى مسجلين نقاطاً ثمينة جداً أخرى لفريق هاس.

ألبون الذي قاد سيارة لوغان سارجانت، اكتفى بالمركز 11.