اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الرئيس الروسي يؤكد خلال لقائه مع طياري سلاح الجو الروسي أنّ مقاتلات “إف-16” التي سيزوّد الغرب أوكرانيا بها لن تكون قادرة على تغيير الوضع في ساحة المعركة، نافياً أن تكون روسيا تعتزم مهاجمة أوروبا بعد أوكرانيا، ويصفها بـ “الهراء المطلق”. في غضون ذلك، أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن أجهزة الأمن الأوروبية والأميركية أخفت عن الجانب الروسي معلومات حول هجوم “كروكوس” الإرهابي، “منعا لكشف مصادر معلوماتها وأساليبها الاستخبارية” لروسيا.

فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس الخميس، إنّ “مقاتلات (إف-16) لن تكون قادرة على تغيير الوضع في ساحة عمليات القوات المسلحة الروسية، حتى لو قامت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بها”. وأضاف بوتين خلال رحلة عمل إلى تورجوك في منطقة نفير وسط روسيا حيث التقى العسكريين الروس أنه “إذا تمّ إطلاق هذه الطائرات من أراضي دولة ثالثة فإنها ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا، وسيتم تدميرها تماماً مثل المعدات الغربية الأخرى التي تمّ تسليمها إلى كييف”.وفيما أشار إلى أنّ الطيران العسكري الروسي يقوم بعمل شاق جدا، أشاد بأداء طيران الجيش الروسي والقاذفات، وكذلك طيران النقل العسكري، مؤكداً أنهم “يقاتلون بلا خوف ويساهمون في تحقيق هدف مشترك”.وأكّد الرئيس الروسي أنه ليس لديه أدنى شك في أنّ القوات المسلحة الروسية “ستفي بالمهام الموكلة إليها خلال العملية العسكرية الخاصة”.

وفي السياق، أفادت المعلومات بأنّ وحدات من  القوات المسلحة الروسية سيطرت على الضواحي الشرقية لبلدة تشاسوف يار في منطقة أرتيوموفسك على محور دونباس. ونقلت الوكالة عن المقدم المتقاعد أندريه ماروتشكو قوله: “خلال عمليات التحرير التي قامت بها القوات الروسية في بلدة تشاسوف يار، سيطرت على مواقع أكثر فائدة، ما جعل من الممكن السيطرة على الضواحي الشرقية للبلدة تحت السيطرة النارية”.

وكشف بوتين أنّ “روسيا لا تخطط لخوض حرب مع حلف شمال الأطلسي الناتو”، ووصف الرئيس الروسي التصريحات التي تزعم أنّ روسيا لديها نيات بمهاجمة أوروبا بعد أوكرانيا، بأنها “لا معنى لها ومحض هراء مطلق”. وأكّد بوتين أنّ الدول الموالية للولايات المتحدة “تخشى روسيا الكبيرة القوية”، لافتاً إلى أنّ “هناك خوف من احتمال مهاجمة بعض البلدان الأخرى، مثل بولندا ودول البلطيق والتشيك وهو هراء”. كما أكّد أنّ “روسيا ليست هي التي تعدت على حدود دول حلف شمال الأطلسي بل الأخيرة هي التي فعلت ذلك وكانت تتحرك نحونا”، مشدداً على أنّ بلاده تحمي شعبها.

وقال موقع (تيب إن سايت) “tipp in sights” الأميركي في تقرير، إنّ ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن اعتزام بلاده إرسال قوات خاصة إلى أوكرانيا، يعني إدخال قوات مقاتلة تابعة لإحدى دول “الناتو” إلى مسرح الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ  فرنسا ستقود الشعب الأميركي إلى طريق نحو صراع نووي، وهو ما لا يصب بالتأكيد في مصلحة الشعب الأميركي. وقال إنّه يتعين على أوروبا أن تدرك أنّ فرنسا تقودها إلى طريق التدمير الذاتي الحتمي. 

 توتر مع رومانيا 

وفي السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن نشاط الناتو في شرق أوروبا ومنطقة  البحر الأسود يأتي في إطار استعداد الحلف لمواجهة محتملة مع روسيا. وأضافت الوزارة أن “مثل هذا النشاط من قبل أعضاء حلف شمال الأطلسي محض إثارة، يزيد من التوتر العسكري على طول حدودنا، ويخلق تهديدات إضافية لأمن روسيا”، وفق ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وقالت الوزارة إن موسكو ستراقب ما يجري في رومانيا وتقيم المخاطر المترتبة عليه وتأخذها في الاعتبار في خططها العسكرية.

ويأتي بيان الخارجية الروسية بعد إعلان السلطات الرومانية جاهزيتها لاستثمار 2.7 مليار دولار لتطوير قاعدة جوية عسكرية في منطقة كونستانتا. وقد بدأ العمل في الجزء الجنوبي من المعسكر المستقبلي، حيث يتم بناء طرق الوصول وشبكة كهربائية قوية الآن.

ميدانيا، أفادت وسائل إعلام بمقتل 4 أشخاص وإصابة 28 آخرين جراء قصف روسي على مناطق أوكرانية عدة، من بينها خاركيف، مما دفع كييف للمطالبة بالحصول على مزيد من منظومات باتريوت للدفاع الجوي من حلفائها الغربيين.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  حلفاءه الغربيين مجددا إلى “تسريع تسليم” بلاده طائرات مقاتلة من طراز إف-16، بالإضافة إلى منظومات باتريوت. وقال زيلينسكي إن “تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا وتسريع تسليم أوكرانيا طائرات إف-16 مهمّتان حيويتان”.

من جهتها، أعلنت القوات الأوكرانية إسقاط 26 مسيّرة أطلقتها روسيا باتجاه شرق البلاد وجنوبها، وفق ما أعلن مسؤول كبير في الجيش.وقال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليتشتشوك إن القوات الروسية أطلقت 28 مسيّرة هجومية من منطقتَي كورسك وكيب تشودا الروسيتين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. وأوضح أن 26 من هذه الطائرات المسيرة “دُمرت” في مناطق مختلفة بأوكرانيا من دون أن يفيد بوقوع إصابات أو أضرار مادية.

في غضون ذلك أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن أجهزة الأمن الأوروبية والأميركية أخفت عن الجانب الروسي معلومات حول هجوم “كروكوس” الإرهابي، “منعا لكشف مصادر معلوماتها وأساليبها الاستخبارية” لروسيا.

ووفق الصحيفة: “العلاقات العدائية بين موسكو وواشنطن منعت المسؤولين الأميركيين من تمرير معلومات أكثر من اللازم حول مخطط الإرهابيين خوفا من أن تعلم السلطات الروسية بمصادر واشنطن أو أساليبها الاستخباراتية”.

وصرح مدير جهاز الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف في وقت سابق بأن واشنطن سلمت موسكو معلومات حول الإعداد لهجوم إرهابي في روسيا مطلع اذار، مشيرا إلى أن هذه المعلومات “كانت سطحية”.